حديث الإخلاص
طوبى لعبدٍ عرف الطريق إلى الله ووا أسفا وا حسرتا لعبدٍ انقضى الزمان, ونفذ عمره وقلبه محجوب عن تصحيح المعاملة وحسن الصيانة لحق مولاه,
ما شم للإخلاص رائحة وما عرف الطريق إلى الله.
فداوِ قلبك وأصلحهُ وأخلص, وصحح النية وأخلص الطوية, فإن حاجة الله من العباد صلاح قلوبهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله, ألا وهي القلب" رواه البخاري.
قال الجنيد: رحمه الله" إن لله عباداً عقلوا, فلما عقلوا عملوا, فلما عملوا أخلصوا, فاستدعاهم الإخلاص إلى أبواب الخير أجمع".
والإخلاص منّة من الله, يكحل بها عيون قلوب الصادقين, قال تعالى:
" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" قال الجنيد: "سبل الإخلاص".
وباب الإخلاص مفتوح, فادخل منه تصل إلى رحمة الله وتكن في كنفه وحفظه وستره وأجره ورزقه وكفايته, ادخله ترتع في رياض المخلصين وتدرك المعنى النفيس في حياتك, وإلا ففقدان هذا الشيء الغالي فقدان لحياتك ذاتها, فحياة البدن بدون حياة القلب من جنس حياة البهائم, قال تعالى:
" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ" الأعراف:179.